العديد من الطلاب يشعرون بالرهبة من فترة الامتحانات
أيام طويلة في قاعات الدراسة، كميات كبيرة من مشروبات الطاقة، وقراءة مكثفة للمناهج – كلها أمور مرهقة، ونتيجة لذلك يتوجه الطلاب إلى وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن نصائح وحيل تساعدهم على جعل هذه الفترة أسهل.
أصبحت مقاطع الفيديو حول تقنيات الدراسة شائعة على منصات مثل تيك توك، وتقدم للمشاهد “حيلًا” تحمل أسماء فواكه أو شخصيات من فيلم أوبنهايمر، وتزعم أنها ستُحدث ثورة في طريقة التعلم – أو على الأقل تجعل الأمر أسهل.
تقنية بومودورو (Pomodoro)
تعتمد هذه التقنية على الجلوس للدراسة في أربع جلسات مدتها 25 دقيقة، مع استراحة مدتها خمس دقائق بين كل جلسة. بعد الجلسة الرابعة، تأخذ استراحة أطول، ثم تكرر الدورة.
رأي خبيرة:
– تقنية جيدة للطلاب الذين يحتاجون إلى فترات راحة منتظمة للحفاظ على التركيز. شخصيًا، لا أفضل استخدامها عندما أعمل على مهمة تستغرق أقل من ساعة، لأنه قد يكون من الصعب العودة إلى تركيزك إذا توقفت في منتصف العمل.
تقنية فاينمان (Feynman)
تبدأ بكتابة كل ما تعرفه عن الموضوع، ثم تشرحه بصوت عالٍ لنفسك. ما لا تستطيع شرحه، تدونه وتعود إليه، وتكرر العملية حتى تستطيع شرح الموضوع ببساطة وفعالية.
رأي الخبيرة:
– تقنية ممتازة ومناسبة للعديد من التخصصات! عندما تسترجع المعلومات، يصبح من الأسهل التعبير عنها بأسلوبك الخاص وشرحها بشكل وافي في الامتحان. عندما تشرح لغيرك، فإنك تنشط عقلك أكثر مما لو كنت تقرأ أو تدون فقط.
البطاقات التعليمية (Flashcards)
تقوم بإنشاء بطاقات تحتوي على كلمة أو تاريخ أو أي معلومة مهمة، وتذكر السياق المرتبط بها. تنشئ مجموعتين من البطاقات: واحدة للأجوبة الصحيحة وأخرى للأخطاء، وتكرر المراجعة حتى تتقن الجميع.
رأي الخبيرة:
– إذا كنت تدرس مواد تحتوي على معلومات دقيقة ومحددة، فإن التكرار باستخدام البطاقات التعليمية هو طريقة جيدة. أحب هذه التقنية لأنني غالبًا ما أتمكن من تصور البطاقات في ذهني بعد مراجعتها عدة مرات.
طريقة “البلورتينغ” (Blurting)
تكتب كل ما تعرفه عن موضوع معين خلال وقت محدد، ثم تقارن معلوماتك بالمحتوى الموجود في المنهج. بعد المراجعة، تكرر الكتابة حتى تملأ جميع الفجوات في معرفتك.
رأي الخبيرة:
– البلورتينغ طريقة جيدة لتحديد ما تعرفه وما تفتقده قبل الامتحان، مما يساعدك في التركيز على الجوانب الصعبة. هي طريقة مرهقة لأنها تتطلب مجهودًا عقليًا، لكنها فعالة جدًا خاصة إذا كنت مضغوطًا بالوقت.
طريقة كورنيل (Cornell)
في هذه الطريقة، تكتب الملاحظات على الجانب الأيمن من الورقة، وتكتب كلمات رئيسية وأسئلة على الجانب الأيسر. بعد ذلك، تغطي الجانب الأيمن وتحاول الإجابة على الأسئلة من الذاكرة. في الأسفل، تكتب ملخصًا عندما تتمكن من الإجابة على كل شيء.
رأي الخبيرة:
– ما يميز طريقة كورنيل هو أنها تدفعك للتركيز على المحتوى وتفكر بعمق لاختيار الكلمات المناسبة وصياغة أسئلة جيدة. هذه الطريقة تجبرك على استرجاع المعلومات.
خرائط المفاهيم (Mind Maps)
تكتب الموضوع الأساسي في وسط الورقة، ثم تكتب كلمات مرتبطة به حوله وتربطها بخطوط. تكرر هذه العملية مع كل كلمة حتى تنتهي من جميع الترابطات الممكنة.
رأي الخبيرة:
– إذا كنت تتعلم بصريًا، فإن خرائط المفاهيم طريقة جيدة. لكن بالنسبة للكثيرين، أعتقد أن البطاقات التعليمية قد تكون أكثر فاعلية.
مزيج متنوع هو الأفضل
أفضل نصيحة دراسية من لوند هي الجمع بين تقنيات مختلفة واختيار ما يناسبك، بالإضافة إلى التكرار وحل التمارين قدر الإمكان. وإلى جانب ذلك، تشدد على أهمية النوم، والطعام الجيد، وأخذ فترات راحة، وممارسة الحركة، من أجل الحفاظ على نشاط الدماغ واستيعاب المعلومات.
ما يقوله الأستاذ الجامعي
بيرغير سولهايم، أستاذ مساعد في جامعة بيرغن ومنسق مادة “الكتابة الأكاديمية”، يتفق على أن الحركة مهمة جدًا لتحسين جودة الدراسة.
– بعد القراءة، يُفضل أن تأخذ جولة قصيرة وتفكر في ما قرأته، وما فهمته وما لم تفهمه. تنشيط الدورة الدموية أمر مفيد، كما يقول.
أفضل وقت في اليوم للدراسة
ينصح سولهايم باستخدام ما يسميه “أفضل وقت في اليوم” – أي الوقت الذي تكون فيه في ذروة نشاطك – لقراءة أصعب المواد، بينما يمكنك تخصيص الفترات الأخرى للكتابة أو أداء التمارين.
– قراءة نصوص أكاديمية جديدة وتعلّم مفاهيم جديدة أصعب من كتابة أفكارك الخاصة، لذلك من المفيد توزيع طاقتك بناءً على نوع النشاط، كما يوضح.
ما يعتبره سولهايم الأهم في الدراسة الفعالة هو التركيز على جوهر وجود الجامعة كمؤسسة: التفكير النقدي.
– الهدف من الدراسة في الجامعة هو تطوير مهارات معينة، وأهمها القدرة على التفكير النقدي المستقل المبني على أساس من الحقائق، كما يقول.
نصيحته لقراءة النصوص بفعالية هي تحديد الرسالة الأساسية أولًا، ثم البحث عن أهم الحجج التي تدعمها. ويضيف أن من المهم أن يقيم الطالب هذه الحجج بنفسه.
– على الطالب ألا يكتفي بإعادة ما قرأه، بل يجب أن يفكر نقديًا في المعلومات الجديدة. ويمكن القيام بذلك من خلال النقاش مع زميل، يختم حديثه.