فضيحة دولية: 52 طفلًا في بلجيكا وُلدوا من متبرع دنماركي يحمل جينًا مسرطنًا نادرًا
أعلنت السلطات الصحية البلجيكية أن 52 طفلًا وُلدوا في بلجيكا باستخدام حيوانات منوية من متبرع دنماركي، تبيّن لاحقًا أنه يحمل طفرة جينية نادرة تُعرف باسم “متلازمة لي-فروميني” (Li-Fraumeni Syndrome – LFS)، وهي حالة وراثية تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان الدم (اللوكيميا).
صحيفة The Guardian البريطانية كانت قد كشفت في وقت سابق أن 67 طفلًا قد وُلدوا بين عامي 2008 و2017 بفضل تبرعات هذا الرجل، وأن 10 من هؤلاء الأطفال أُصيبوا بالفعل بالسرطان.
المتبرع كان يبدو بصحة جيدة وقت التبرع، ولم يكن لديه سجل عائلي معروف لأمراض السرطان، وقد خضع للفحوصات المعتمدة وفق القوانين السارية آنذاك. لكن لاحقًا اكتُشف أنه يحمل الطفرة الجينية المسؤولة عن LFS.
وفي عام 2023، تم ربط إصابات بالسرطان لدى أطفال دنماركيين بالمصدر نفسه، مما دفع السلطات إلى تنبيه الجهات الصحية في الدول التي استخدمت التبرعات.
وزير الصحة البلجيكي صرّح أنه لم يُبلّغ بالأمر إلا هذا الأسبوع، ورفض تأكيد ما إذا كان أي من الأطفال الـ52 قد أُصيب بالسرطان.
انتهاك قانوني يثير الغضب
هذه القضية كشفت عن خرق واضح للقانون البلجيكي الذي ينص منذ عام 2007 على أنه لا يمكن استخدام حيوانات منوية من متبرع واحد لأكثر من ست نساء. ورغم ذلك، استُخدمت تبرعات هذا المتبرع في عشر دول أوروبية على الأقل، منها: بلجيكا، الدنمارك، ألمانيا، إسبانيا، المجر، اليونان، أيرلندا، بولندا، هولندا، وبلغاريا.
وفي تصريح لقناة TV2 الدنماركية، قالت مديرة الاتصالات في بنك الحيوانات المنوية الأوروبي الذي تلقّى تبرعات هذا الرجل:
“إنها قضية مؤلمة للغاية، ونحن نشعر بتأثر بالغ.”
تحليل:
هذه الفضيحة تطرح تساؤلات خطيرة حول الرقابة الطبية والأخلاقية في بنوك الحيوانات المنوية الأوروبية، وتسلّط الضوء على الحاجة المُلِحّة لتشديد الضوابط الجينية، وتعزيز التعاون العابر للحدود لضمان سلامة الأطفال الذين يولدون عبر التلقيح الصناعي.