لأول مرة في العصر الحديث: الغرق يودي بحياة الناس أكثر من حوادث المرور في النرويج
في مايو، توفي خمسة أشخاص نتيجة الغرق في النرويج، أربعة منهم كانوا سائحين أجانب لقوا حتفهم أثناء استخدام قوارب مستأجرة أو أثناء التجديف بالكاياك. وتشير الإحصاءات إلى أن معظم ضحايا الغرق هم رجال، وغالباً من الفئة الأكبر سناً.
القلق يتصاعد رغم انخفاض الأعداد
حتى الآن في عام 2025، توفي 12 شخصاً غرقاً، مقارنة بـ32 شخصاً في نفس الفترة من العام الماضي. في عام 2024، بلغ عدد ضحايا الغرق 95 شخصاً، وهو عدد فاق لأول مرة عدد وفيات حوادث السير في نفس العام.
ومع أن الأرقام لهذا العام حتى الآن أقل، إلا أن جمعية الإنقاذ البحري تحذر من الاطمئنان المفرط، مشيرة إلى أن فصل الصيف هو موسم الذروة للحوادث، والمخاطر ترتفع بشكل كبير خلاله.
انقلابات القوارب والكاياك
من بين الحوادث المأساوية:
- غرق ثلاثة سياح ألمان بعد انقلاب قارب مستأجر قبالة مولوِي.
- وفاة رجل ليتواني في الخمسين من عمره في حادث مشابه في فينمارك.
- العثور على رجل ميت بعد انقلاب كاياك في ترومسو.
تحدث معظم حالات الغرق خلال أنشطة ترفيهية بحرية، في ظروف غالباً ما يستهين بها الزوار.
معدات السلامة غير كافية أو معطوبة
تقول خبيرة الوقاية من الغرق في جمعية الإنقاذ البحري: إن كثيرين يستخدمون سترات نجاة قابلة للنفخ دون معرفة أنها تتطلب صيانة دورية. فخرطوشات الغاز يمكن أن تصدأ، والأقراص المستخدمة للتفعيل تنتهي صلاحيتها، والخياطة قد تتلف.
كما أكدت على أهمية الحزام بين الساقين (skrittstropp)، الذي غالباً ما يغفله البالغون:
“بدون هذا الحزام، قد تنزلق السترة عن الرأس عند السقوط في الماء، مما يجعلها عديمة الفائدة”.
ضعف في قطاع التأجير
تشير جمعية الإنقاذ إلى أن قطاع تأجير القوارب يمثل نقطة ضعف في منظومة السلامة، مطالبة بفرض:
- تدريب إجباري على السلامة
- فحص صلاحية القوارب والمعدات
- تحسين التواصل بشأن المخاطر بالتعاون مع قطاع السياحة
الرجال وكبار السن الأكثر عرضة
من بين الـ12 ضحية هذا العام، كان 10 منهم رجالاً. وفي عام 2024، شكل الرجال 85٪ من إجمالي الضحايا، ونحو نصفهم تجاوز سن الستين. غالباً ما تكون الحوادث نتيجة:
- السقوط بين القارب والرصيف
- السباحة أو التخييم قرب المياه
- ظروف الطقس السيئة
- أو تعاطي الكحول
نصائح يمكن أن تنقذ الأرواح
توصي جمعية الإنقاذ بـ:
- فحص سترة النجاة قبل الإبحار
- التأكد من ارتدائها بشكل صحيح
- حمل وسيلة اتصال (جهاز VHF أو هاتف محمول في حقيبة ضد الماء) دائماً على الجسم وليس فقط داخل القارب
ورغم التراجع الحالي في عدد الحوادث، تبقى الأشهر القادمة حاسمة. فمعظم الضحايا يكونون من السياح، الذين يواجهون ظروفاً طبيعية غير مألوفة، مما يضاعف المخاطر.